المقياس الخطي واللوغاريتمي

نسمع كثيراً عن مقياس التشارت الخطي واللوغاريتمي ، ولكن الكثير لا يعرف الفرق بينهما واستخدامات كل واحد منهما بالرغم من الأهمية الكبرى التي يمثلها كل مقياس ، ففي احيان كثيرة تتغير نتائج التحليل الفني وتحديد الأهداف السعرية بناءً على اختيارك على مقياس التشارت .

في هذه المقالة سوف نتحدث عن هذين المقياسين بتفصيل اكبر مع توضيح امثلة مهمة تساهم في توصيل المعلومة .

المقياس الخطي Linear Scaling :

الأكثر استخداماً وشيوعاً ويكون هو الإعداد الإفتراضي للتشارت في الكثير من برامج التحليل الفني ( كالميتاستوك ، تكرتشارت وغيرها ) ويتمركز المقياس الخطي في المحور السعري ( العمودي ) في يمين او يسار التشارت ، ويمثل الأسعار بفارق واحد بين سعر واخر ، فعلى سبيل المثال يكون ترقيم السعر 5،10،15،20 وهكذا ، بمعنى ان الفارق بين رقم واخر يزيد او ينقص بمقدار 5 دولار ، اي ان الفروق متساوية بين كل سعر واخر .

المقياس اللوغاريتمي Logarithmic Scaling :

ويحتاج إلى تعديل خصائص التشارت لتفعيله في الكثير من برامج التحليل الفني كونه ليس افتراضياً ، ويتمركز ايضاً في المحور السعري ، ولكنه هنا يعتمد على نسبة الإرتفاع المئوية ، ولذا يطلق عليه احياناً المقياس المئوي ، فهو يعتمد على تحديد المسافة بالفارق المئوي بين منطقة واخرى .

ولتبسيط الموضوع سوف ندرج صورتين لنفس السهم ولنفس الفترة مع المقياسين وسوف نتحدث عنهما بتفصيل اكبر

مثال (1) الفرق بين المقياسين 

في يسار الصورة نرى المقياس الخطي وهنا على سبيل المثال ترقيم سعر السهم يبتديء من 5 ثم 10 ، 15 ، 20 ، 25  بفارق متساوي بين كل ترقيم والأخر ( 5 كل مرة ) ، والمسافة في الرسم البياني متساوية تماماً فالمسافة بين 10 و 15 متساوية مع المسافة بين 20 و 25 .

بينما في يمين الصورة نرى المقياس اللوغاريتمي وهنا على سبيل المثال ترقيم سعر السهم يبتديء ايضاً من 5 ثم 10 ، 15 ، 20 ، 25  وبالرغم من ان الفارق متساوي بين كل ترقيم والاخر ( 5 كل مرة ) ، إلا ان المسافة في الرسم البياني غير متساوية ، فالمسافة بين 10 و 15 لا تساوي المسافة بين 20 و 25 ، بالرغم من ان الفارق بين كل رقم والاخر 5 ، وبسبب اعتماد المقياس اللوغاريتمي على حساب اللوغاريتم فإن المسافة بين 10 و 15 تساوي مثلاً المسافة بين 20 و 30  لأن الفارق بين 10 و 15 هو ارتفاع بمقدار 50 % ولذلك فعندما نقارن رقم بالأخر فيجب ان يرتفع الرقم الثاني بمعدل 50 % وهو ما انطبق على 20 و 30  ، فالرقم 30 هو ارتفاع بمقدار 50 % للرقم 20 .

وبذلك فإن الشكل والمسار العام قد يتغير بين الرسمين ، مما ينعكس على تغيرات في قيم الترند في حال رسمه في كلا المقياسين ، في حين تبقى نقاط الدعم والمقاومة الأفقية وقيم المؤشرات واحدة .

ما ميزة كل مقياس :

المقياس الخطي :

له اهمية تنبع من استخدام الكثير له ويحبذ استخدامه بشكل اكبر في الأسهم التي لا يتوفر فيها تذبذب عالي . كما يفضل استخدامه في تحديد المسار ( الترند ) قصير ومتوسط المدى . في حين انه يفشل في تحديد الأهداف السعرية للنماذج الفنية المتكونة قريباً من القيعان كما سوف نوضح بالمثال الحي لاحقاً

المقياس اللوغاريتمي :

اهميته تظهر في التحليلات والإتجاهات ( ترندات ) طويلة المدى ، ويرى الكثيرون ان هناك عدد لا يستهان به من المتداولين يعتمدون في تداولاتهم على نسبة ارتفاع السهم ، فمثلاً عند ارتفاع سهم من 20 إلى 40 فإنه ارتفع بنسبة 100% وهذه النسبة تشجع الكثير من المتداولين على جني ارباحهم ، بمعنى انهم ينظرون إلى النسبة المئوية التي يعتمد عليها المقياس اللوغاريتمي ، كما يستخدم المقياس اللوغاريتمي في الأسهم عالية التذبذب والتي ترتفع وتنخفض بشكل متسارع .

هناك ميزة اخرى للمقياس اللوغاريتمي وهو قدرته على تحديد اهداف سعرية صحيحة ومنطقية لبعض النماذج الفنية المتكونة قريباً من القيعان . كما له اهمية كبرى في قياس التسارع لموجة ما في موجات اليوت كما يرى روبرت بريختر .

 

اختلاف اهداف النماذج الفنية بين المقياسين :

لنفرض ان لدينا منطقة تذبذب افقية او نموذج المستطيل كما يعرف لدى البعض ، الضلع السفلي عند 10 والضلع العلوي عند 20 وحدث كسر للاسفل واغلق تحت 10 درهم ، فمن المنطقي وحسب قواعد التحليل الفني ان السهم سوف يتراجع بنفس المسافة بين ضلعي المستطيل والقصد انه سوف يتراجع 10 دراهم كاملة .

وهنا تظهر اهمية المقياس المستخدم ..

 

مثال (2) هدف نموذج حسب المقياس الخطي

فلو اخترنا المقياس الخطي فإن السهم سوف يستهدف 0 درهم وهذا غير منطقي إلا ان كانت الشركة عرضة للإفلاس وهو ما لا يمكنك اكتشافه حالياً .

مثال (3) هدف نموذج حسب المقياس اللوغاريتمي

بينما لو اخترنا المقياس اللوغاريتمي فإن السهم سوف يستهدف 5 دراهم فقط ، لان النسبة بين 10 و 20 هي نسبة 100% وتساوي النسبة ما بين 5 و 10  والتي هي نسبة 100% ارتفاع . وهذا الهدف منطقي حالياً .

 

رسم الترند :

يختلف شكل الترند تماماً بين المقياسين نظراً لاختلاف المسافات بين سعر واخر في مقياس السعر للتشارت .. وسوف نورد لكم امثلة مختلفة ..

مثال (4) تشارت على المقياس الخطي

في المثال بالأعلى نلاحظ كيف سوف يختلف رسم الترند في حال كان المقياس خطياً ( باللون الأزرق ) او في حال كان المقياس لوغاريتمياً ( اللون الأخضر ) مع ملاحظة ان الخط المنحني هنا للتشبيه على كيفية احترام التشارت اللوغاريتمي للترند بشكل اكبر من الترند الخطي .

وسوف نضع الأن نفس التشارت لكن بالمقياس اللوغاريتمي .

مثال (5) تشارت على المقياس اللوغاريتمي 

نرى بالمثال الأعلى ان بعد تحويل الرسم إلى المقياس اللوغاريتمي احترم السهم مساره الصاعد المحمول فوق الترند ، بدون ان يقوم بأي عملية كسر لهذا المسار ، بعكس المثال السابق والذي كان فيه مسار السهم لا يحترم الترند لاعتماده على المقياس الخطي .

وبذلك عرفنا ان السهم يحترم المقياس اللوغاريتمي بشكل اكبر من المقياس الخطي ، وان كنا نفضل ان نلقي نظرة على المقياسين ونحدد نقاط دعم او مقاومة الترند خلالهما .

ونورد هنا تطبيقاً عملياً على مؤشر سوق دبي المالي باستخدام المقياسين الخطي واللوغاريتمي

 

مثال (6) المقياسين الخطي واللوغاريتمي لمؤشر سوق دبي المالي

حيث رسمنا خطوط اتجاه رئيسية لكل مقياس ونلاحظ الفرق بينها واحترام المؤشر للمقياسين ( احترام المؤشر العام للمقياس الخطي نابع ايضاً ان الكثير من المتداولين في اسواق الإمارات يتبعون هذا المقياس للدخول والخروج ).

لدينا تطبيق اخر بخصوص النماذج الفنية واهدافها حسب المقياسين ، وهنا نورد مثالاً لسهم اشراق العقارية المدرج في بورصة ابوظبي

مثال (7) رأس وكتفين سلبية على المقياس الخطي

ونلاحظ هنا ان هدف النموذج بعد ان تحقق كسر خط الرقبة يستهدف منطقة اسفل الصفر وهذا غير منطقي لهدف نموذج .

ولكن بعد تحويلنا إلى المقياس اللوغاريتمي تغير الهدف .

مثال (8) رأس وكتفين سلبية على المقياس اللوغاريتمي

وهنا نلاحظ ان هدف النموذج الأن اصبح عند مستويات 40 فلساً

 

ملاحظة :

نموذج الرأس والكتفين هنا يلغى في حال الإغلاق اعلى من 1.35 ووضع النموذج فقط للإستدلال وليس للشراء والبيع ،